في اسمك سلامُ

في اسمك سلامُ

جِفْنُك قوسٌ والحاظك سهامُ
قتلتني لولا في إسمك سلامُ
عيناك درتان خضراءتان نور
ونار تُحرقني حد العظامُ
اراها فتسلب وعيي وعقلي
وارى كياني بها مستهامُ
اقترب منها تملأني هوىً
ابتعد عنها تملأني احلامُ
اين المفر منك يا ابنت الورد
فقد احلت حياتي ظلامُ
عدت بي الى عُشرون خَلَتْ
حيث الشِّعر والشوق والهيامُ
اراك فيخفق قلبي فكأني
اقرأُ على الدنيا السلامُ
شعر كشفق الغروب تزحف
النجوم عليه اكوام واكوام
وعلى الوجه المقمر التامُ
غيرةً يحوك سدولا وخيامُ
اراك فتملأ دنيايَ ضياءا
وتنتحر بقلبي دياجير الظلامُ
قبلتي وجنتاك الغراءتان اليهما
اتوجه عند الصلاة والصيامُ
معجونتان بماء الورد تنثران
اعذب العطور وتعبقان انسامُ
خدان مشربان من نبيذ اْكدَ
معتق منذ اعوام واعوامُ
خوخان طريان شهيان عذبان
عبقان مثل فواكه الشامُ
شفتاك جمرتان تتلظان شررا
تكاد بي توقع اضرامُ
وردتا نيسان منهما ينساب
الشعر اليَ في وحيٍ والهامُ
رضابتان كالشهد كالجمار تطفئان
حرقتي ترطباني كالغمامُ
تمور اورية برحية عذبة
وهما للحسن وللروعة ختامُ
وعوارض لألىء يمانية مصقولة
صفت كأنها لظمت الظامُ
وثغر غرد كقيثارة سومر
يرسل مرتلا الحان وانغامُ
تبسمين فتحلو الدنيا لديا
وتزول عني الهموم والاْلامُ
واعتلى صدرك نحتان رائعان
منحوتان من عاج ورخامُ
لا صغر فيهما ولا كبرجعل
الله فيهما الكمال والتمامُ
مكوران منسابان بفن تعلوهما
زبيبتني كان عليهم اختام
شبلان فتيان يريدان الوثوب
عند كل لفتة وقعود وقيامُ
كلما اهتز منك البدن يدران
شهدا فيبل ويندوَ اللثامُ
وخصر مهفهف هزيل كأن
ليس له مع الورك التحامُ
تمشين وتضنك الناس نصفين
يخطوان معا بينهما انفصامُ
مثل غصن البان الرطيب
يتمايل طربا يهتز منك القوامُ
تمرين بين الورى فيعلن
الصمت ذهولا وينقطع الكلامُ
تمشين فتورق كروم خضراء
اثر خطاك حيث تمر الاقدامُ
وترنو كل العيون اليك مسبحة
لله لما اثمرت تلكم الارحامُ
انت للدنيا زهو وفتنة وعلى
صدور الغيد الحسان وسامُ
أيا حرا أيا بردا أيا كل
الاحاسيس فيَّ أيا حربا وسلامُ
انت مصيبة رماها ربي علي
ليحملني بها ذنوبا واُثامُ
لا تقتلي هوىً اذاب مهجة
فنحن للبعض وللهوى احكامُ
فدعينا نَرِدُ وننهل الحب معا
ودعي ذكر الحلال والحرامُ
فالحرام ان نقتل هوىً شبَّ
فينا فذاك قمة الاجرامُ
وليس ان تلتقيا روحينا سموا
ويطيب في بعضها المقامُ
حيث تمشين يفوح مسكُك
يهز الناسكين ويوقظ النيامُ
في وصفك يخفق الشعر
وتعجز كل المقاييس والارقامُ
انت آية لا لم تفسر بعدُ
وقداسا على الناس مقامُ
جمع الله فيك حِلمٌ وطهارة
وحسن ليس فيه ابهامُ
انت لوحة للطفولة والجمال
ابدعت فيها ريشة الرسامُ
حاملة عبق التاريخ العتيق
لغيداوات بابل وذاك المقامُ
اجنة الورد انت ام عشتار
تراءت ثانية من بين الغمامُ
ام فينوس عادت واستجدت
ثانية لتُعبَدَ باجلال واكرامُ
يا اميرة بابل كنت وستبقين
لموكب الجمال امام الامامُ
ما خلق الله مثلك ديباجة ولا
ذكرت مثلك سالف الاقوامُ
هنيئا لذاك الذي تفرد واختلى
واياك وبك جمعه المنامُ
ولعنة على حظٍ جمعنا بعد
ان خط الشيب وولت الايامُ